الشغف في العمل وأهميته في تحقيق النجاح
كثيرًا ما نسمع في حياتنا اليومية عن الشغف في العمل، نسمع من الأصدقاء المقربين عن شغفهم في الحياة وما يطمحون إليه، نسمع من زملائنا في العمل عن شغفهم، وحبهم لشيء ما دائما ما يتكلمون عنه، نسمع من مديرنا عن شغفه وحلمه في تطوير وتحقيق أكبر نجاح لشركته، ومن هنا قررنا أن نتحدث معكم اليوم متابعينا عن الشغف في العمل وأهميته في تحقيق النجاح.
كل إنسان شغوفًا في عمله ناجح ولكن ليس كل ناجح يكون شغوفًا في العمل.
إن الشغف في العمل هو المحرك الرئيسي لكل إنسان يريد أن ينجح، حيث أن الإنسان الشغوف يهتم في المقام الأول بملاحقة شغفه، ولا يهتم كثيرًا بالنتائج، وكذلك الشغوف لا يمل ولا ييأس حتى يصل إلى شغفه وحلمه حتى لو طال طريق الوصول هذا.
ولكن، نحن الآن بصدد سؤال يراود الكثير من القُراء، وهو:
هل الشغف في العمل مهارة فطرية أم أنه يمكنني أن أكتسبها وأُنميها؟
يسعدني أن أقول لك عزيزي القارئ أن الشغف في العمل هو مهارة توجد بداخل الإنسان تجاه أحد الأعمال التي يحبها ويتقنها، ويمكن تنميتها وتطويرها واكتسابها إن لم تكن موجودة، فكل الأشياء تأتي بالتعلم والممارسة.
وهذا يأخذنا لسؤال آخر:
كيف يمكنني اكتساب مهارة الشغف في العمل واستخدامها لتحقيق النجاح؟
هذا ما دفع موقع TED الأمريكي إلى اقتراح أفكار قد تساعدك على اكتساب مهارة الشغف في العمل واستخدامها في حياتك العملية، وفيما يلي سوف نتناول بعض من هذه الأفكار:
1- عرف النجاح بالنسبة لك مرة أخرى.
كثيرا ما تأخذنا الحياة العملية في دواماتها، وتلهينا وتُنسينا بعض الأهداف التي بدأنا عملنا هذا لأجلها، ليس كل النجاح يرتبط بالأموال المكتسبة، ربما يكون النجاح في أدائك لمهامك بشكل مبهر وجميل، أو في الحفاظ على عملك من الانهيار، لا تقلق جراء العمل فقط اهدأ وفكر مليًا في تعريف النجاح بالنسبة لك مرة أخرى.
2- أكثر من التواصل مع شخص شغوف
إن الحماس مُعدي بطبيعة الحال، إذا جلست بجوار شخص متحمس سوفت تنتقل لك عدوى حماسه وتصبح مثله، كذلك الشغف، أكثر من تواصلك مع الأشخاص الشغوفين في عملهم وشاركهم شغفك وحلمك أيضًا، إن هذا التواصل سيكون له تأثير السحر عليك وسيعيد نظرتك إلى عملك بشغف مرة أخرى.
3- أعد الإيجابية إلى حياتك مرة أخرى.
ساعد نفسك في النظر إلي الأشياء، والحياة بإيجابية مرة أخرى، أختر ثلاثة أشياء تشعر اتجاههم بالامتنان، واكتبهم كل يوم لمدة 21 يومًا، هذا سوف يحسن شعورك وسيساعدك على التمتع والتفكير بإيجابية.
4- لا تهتم بالنتائج كثيرًا وركز على الأفعال.
كثيرًا ما يتجاهل الأشخاص الشغوفون نتائج عملهم، والنظر إليها، وينظرون إلى ما يقومون به من عمل، والجهد المبذول في ذلك العمل، مثل لاعب كرة لا يحرز أهدافًا ولكنه يحب أن يلعب الكرة ويبذل فيها كل مجهوده، أو مصمم جرافيك لا يجني مالًا كثيرًا جراء تصميماته ولكنه يحب هذا العمل ويبذل فيه مجهوده، أو طاهٍ في مطعم لا يعرفه الكثيرون ولكنه يحب عمله ويعمله بحب.
دائمًا انظر إلي العمل الذي تقوم به على أنك تعمله لأنك تريد أن تعمله، وليس لأنك تجني من ورائه مالًا، أو تحقق شهرة ما، أو لأنه يحتم عليك أن تعمله.
وإن لم تصل إلى هذا الشغف في العمل، لا تيأس وحاول إلى أن تصل إليه، واعتبر محاولتك في الوصول على أنها مغامرة ورحلة للتعلم، فإن كل مجهود تبذله في البحث عن هذا الشغف، لا يذهب هباءً منثورا، إنما هو يزيد من مهاراتك ويكسبك صفات جديدة ويشغل تفكيرك وينير عقلك ويوسع مداركك، وهذا يقولك حتمًا إلى النجاح.
Responses